الحمامات الرومانية

من طرف **سوري حـر** 6/8/2010, 19:28

نالت الحمامات أهمية كبرى في حياة السكان الاجتماعية في العهد الروماني فكان السكان يتوافدون إليها فيقومون أولاً بالتمارين الرياضية ويسترخون بعدها تاركين لعامل خاص تدليك أعضاء جسمهم. ومع أن الحمامات الخاصة كانت منتشرة لدى المترفين من أبناء المدينة، إلا أن ذلك لم يمنع دخول فئة منهم إلى الحمامات العامة بغية الحديث مع الأصدقاء، وعقد صفقات تجارية وتبادل المعلومات والاسترسال في الجدل. وكانت الحمامات مزودة بجميع الوسائل التي تؤمن للمستحم الرياضة والنظافة والماء الغزير والحرارة الدائمة.

وكان في بصرى ثلاث حمامات كبيرة عامة وحمامات خاصة بمعظم البيوت، فالحمام الأول يقوم جنوب المدينة بين المسرح والشارع المستقيم، والحمامات المركزية التي تمتد بقاياها إلى الجانب الغربي من السور، وحمام المعسكر الذي يقع شمالي المدينة بالقرب من النبع، وتحجب البيوت الحديثة معظم أجزاء الحمامات الشمالية والتي ينفذ إلى سطحها عن طريق البيوت المجاورة وكان يدخل إليها من الشارع المستقيم بعد اجتياز فناء مرتفع مزين بثمانية أعمدة من
الطراز الأيوبي ويدخل للحمام من بابين رئيسيين إلى صالة واسعة معدة لخلع الملابس وحفظها وتبلغ أطوالها (15 متراً 6 12.75 متراً) وتزين جوانب الصالة أربع محاريب عالية في كل من زواياها، ومحراباً بين المدخلين واسعاً وينفذ من هذه الصالة إلى داخل الحمام فيمر أولاً بغرفة الماء البارد وهي قاعة واسعة مستطيلة الشكل وتؤدي هذه الغرفة إلى صالة المياه الدافئة وهي أكبر صالات الحمام، وعلى جانب هذه الصالة الشرقي والجانب الغربي باب يفتح على صالتي المياه الدافئة وملحقاتها،

ومن المعروف أن يمر المستحم بجميع هذه الصالات فبعد أن يخلع ملابسه له أن يمكث قليلاً في صالة المياه الباردة أو صالة المياه الفاترة ويدخل بعدها إلى صالة المياه الحارة حيث يرتفع البخار فيساعد على إفراز العرق من البدن وفي هذه الصالة عدة أجران ومغاطس مملوءة بالماء الفاتر والماء الحار ليغطس فيها من يشاء وجرت العادة أن يعود المستحم إلى أخذ حمام بارد قبل الخروج من الحمام.

وكان التدليك يُمارس في الحمام بواسطة أشخاص أخصائيين، كما كان من الممكن تعديل الحرارة بواسطة ترس معلق تجاه فوهة الموقف بسلسلة يستطيع الشخص أن يجذبها أو يرسلها فينزل ويصعد الترس أمام الفوهة. وهكذا ينطلق الهواء الساخن والبخار، ويمد البلاط بالحرارة أما الماء فكان يندفع من خلال قساطل من الفخار تدخل في أقنية معدة في الجدران ولا تزال هذه الأقنية واضحة حتى الآن. وفي عام 1993 تم الكشف عن استراحة الحمام الشرقية وتم تركيب 19 عمود على الطراز الأيوبي.
وتتابع البعثات الوطنية السورية عمليات الرفع والأسبار الجارية لتأريخ الحالة النهائية للحمامات.

الحمامات الرومانية

ما رأيكم بهذه المواضيع

الحمامات الرومانية